“إن رؤية شخص ما يأخذ أنفاسه الأولى تحت الماء هو شيء لا تمل من رؤيته مرارا وتكرارا.”
بالنسبة للكثير من محترفي PADI، فإن الحصول على لقب مدير الدورات Course Director هو الإنجاز الأسمى. وباعتباره أعلى شهادة تأهيل من PADI، فإن هذا اللقب المرموق لا يتطلب خبرة والتزامًا استثنائيين في الغوص فحسب، بل يتطلب أيضًا شغفًا راسخًا لتوجيه وإلهام الجيل القادم من الغواصين والمدربين. قليلون هم الذين يصلون إلى هذا المستوى – وأولئك الذين يصلون إلى هذا المستوى عادةً ما يصلون بعد عقود من العمل في هذا المجال.
لذا، في الحادية والعشرين من عمره فقط، يستحق جوشوا غلوي الاهتمام. فهو مدرب طاقم إعداد المدربين PADI IDC Staff Instructor والذي يطمح لأن يصبح مدير دورات PADI Course Director يومًا ما. وهذا بحد ذاته إنجاز لا يستهان به في صناعة تتطلب وقتًا طويلاً لاكتساب الخبرة المهمة. ومع ذلك، فإن ما يجعل جوش شخصية رائعة ليس عمره فحسب، بل هدفه وطموحه والتأثير الذي أحدثه بالفعل.
جلسنا مع جوش لمعرفة المزيد عن رحلته، من اللحظة التي وقع فيها في حب المحيط، إلى ما يجعل موزمبيق، حيث يقيم حاليًا، أحد أكثر الأماكن جاذبية للغوص في العالم.


وُلد ليغوص
لا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لفهم لماذا كان الغوص يجري في دم جوش الصغير. وأوضح قائلاً: “لطالما كان الغوص جزءًا من حياتي – كانت عائلتي بأكملها غواصين، وكبرت وأنا أشاهد مقاطع الفيديو الخاصة بهم تحت الماء، وكنت مفتونًا تمامًا بالعالم الذي كانوا يستكشفونه”. أضف إلى ذلك رحلة السباحة بالقصبة مع الدلافين، وسيطر القدر على جوش البالغ من العمر ست سنوات. لقد انغمس في حب هذه العالم! قال لنا: “كنت أعرف أنني أريد أن أفهم المحيط وأن أكون جزءًا منه بطريقة ما.”
بعد ست سنوات، أكمل جوش دورة غواص المياه المفتوحة اليافع PADI Junior Open Water Diver في محجر قرب جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا. ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبح أول لقاء مع أسماك القرش في خليج سودوانا لحظة حاسمة أخرى في حياته. “أتذكر أنني نزلت ورأيت سمكة قرش ذو الأسنان الخشنة، وقد غيّر ذلك كل شيء تمامًا. وقعت في غرام عالم ما تحت الماء في تلك اللحظة وأدركت أن هذا ليس مجرد شيء أرغب في القيام به بل شيء أرغب في تكريس حياتي له.”
في حين أن الغوص الترفيهي كان له جاذبيته، يوضح جوش أنه لم يمض وقت طويل قبل أن يشعر برغبة في تحقيق هدف أكبر. قال: “كلما قضيت وقتًا أطول تحت الماء، أدركت أنني لم أكن أريد فقط تجربة الغوص لنفسي”. “لقد رأيت كيف يمكن للغوص أن يغير الناس وكيف أنه يبني الثقة والوعي والتواصل وعلاقة أعمق مع الطبيعة. وهذا ما جعلني أرغب في المضي قدمًا في. لم أكن أرغب فقط في الغوص في عطلات نهاية الأسبوع، بل أردت أن يكون هذا هو عملي مدى الحياة”.
تحويل الشغف إلى مهنة
في سن الخامسة عشرة، حصل جوش على شهادة غواص المياه المفتوحة المتقدم Advanced Open Water خلال فترة إعاشة تدريب لمدة ثلاثة أشهر في مركز غوص بموزمبيق، قبل أن يعود إلى جنوب أفريقيا لإكمال تعليمه المدرسي. ثم في سن الثامنة عشرة، حجز تذكرة ذهاب فقط إلى موزمبيق وفي ذهنه هدف واحد: شهادته كمرشد غوص Divemaster. بالنسبة لجوش، كانت هذه الدورة هي الأروع. صرّح قائلاً: “لقد كانت تجربة عملية وغامرة ساعدتني في تشكيل شخصيتي على الصعيدين المهني والشخصي.”
بعد حصوله على شهادة التأهيل، شرع جوش في استغلالها بشكل جيد، ولكن (كما خمنت بالفعل) لم يمض وقت طويل قبل أن يتطلع جوش إلى الأعلى مرة أخرى. وكما أوضح قائلاً: “ذهبت للعمل كمرشد غوص Divemaster على طول الساحل الجنوبي الأفريقي قبل أن أقرر أن الوقت قد حان لأصبح مدرباً”. وبدعم من بيتر هيربست وأولريش هورن وإريكا هوفمان، وبدعم من منحة دراسية من PADI، أكمل جوش دورة تطوير المدربين (IDC) واختبار المدربين (IE).
كانت خطوته التالية هي الحصول على شهادة مدرب طاقم إعداد مدربين PADI IDC Staff Instructor وعلق على الدورة قائلاً: “لقد أكملت مؤخراً شهادة التأهيل كمدرب طاقم إعداد مدربين PADI IDC Staff Instructor وقد أكدت لي أن هذا هو الطريق الصحيح. حلمي هو أن أصبح مدير دورة PADI Course Directorوأن أساعد في تشكيل الجيل القادم من محترفي PADI.”
عندما سُئل جوش عن الخطوة الأخيرة التي سترتقي به إلى مدير الدورات PADI Course Director، أضاف جوش قائلاً: “لقد أحببت توجيه الغواصين الآخرين ودعم نموهم من خلال عملي كمدرب طاقم إعداد مدربين PADI سيتيح لي أن أصبح مدير دورة Course Director أن أرد الجميل للمجتمع الذي ساعدني على النمو ولا أطيق الانتظار حتى أقوم بهذه الخطوة التالية.”
الأمر يتعلق بالرحلة والوجهة
مع اقتراب ذروة التقدم في مستويات PADI الاحترافية في الأفق، أردنا التعمق في الخطوات الصغيرة على طول الطريق. عندما سُئل جوش عن دافعه لمواصلة الحصول على شهادات PADI، أوضح: “لم يكن الأمر يتعلق أبدًا بجمع المؤهلات، بل كان الأمر يتعلق بأن أكون في موقع القيادة والتعليم والدفاع عن محيط. كانت متابعة تعليمي أمرًا طبيعيًا لأنني أردت أن أرد الجميل وأن أصبح شخصًا يمكن للآخرين أن يتعلموا منه، تمامًا كما فعلت أنا.”
كان سبب اختيار جوش للحياة كمحترف PADI بسيطاً، “رؤية شخص ما يأخذ أنفاسه الأولى تحت الماء هو شيء لا يمل من رؤيته. تلك النظرة التي تنم عن الدهشة، ذلك المزيج من التوتر والذهول – إنه تُذكرني لسبب بدايتي.” لكنه أشار إلى أن هناك ما هو أكثر من الدهشة، “الأمر يتعلق بالتأثير. إن مساعدة شخص ما على التغلب على الخوف، ومشاهدته وهو ينمو بثقة، وتوجيهه ليقع في حب المحيط – هذه هي اللحظات الأكثر أهمية. أنت لا تعلم الغوص فقط؛ أنت تساعد الناس على التحول.”
أما بالنسبة لما يميز جوش كغواص على المستوى الشخصي، فإن علاقته بأسماك القرش منذ أول لقاء له بها لا تزال قوية. ويضيف جوش إلى جانب شهاداته PADI الأساسية التي حصل عليها، يضيف جوش: “كانت دورة AWARE تخصص الحفاظ على أسماك القرش AWARE Shark Conservation الأكثر أهمية بالنسبة لي. أنا شغوف للغاية بأسماك القرش وخاصةً الغوص مع أسماك القرش دون طُعم وهو أمر تشتهر به جنوب موزمبيق”.


نصيحة للموجة التالية
عندما سُئل عن النصيحة التي يقدمها لأي شخص يحلم بحياة غوص السكوبا، قال جوش: “ابدأ من حيث أنت. لستَ بحاجة إلى ظروف مثالية أو أفضل المعدات للبدء. كل ما تحتاجه هو الشغف والرغبة في التعلم. لقد بدأت الغوص في محجر بجوهانسبرغ وتلك الخطوة قادتني إلى حياة لم أتخيلها أبدًا.” وأضاف: “يمكن للغوص أن يفتح لك أبواب المغامرات والمجتمع والهدف. إذا شعرت بأنك بيتك تحت الماء، فثق بذلك. اغتنم الفرصة التالية واستمر في المضي قدمًا ودع المحيط يُريك ما هو ممكن.”
أما بالنسبة للحياة كمحترفPADI، يقول جوش: “إذا كانت الفكرة تشعرك بالحماس – فقم بها. إنها رحلة تغير حياتك، ولكن عليك أن تكون مستعدًا للالتزام. الأمر لا يتعلق فقط بالغوص، بل يتعلق بالحضور كل يوم وأنت على استعداد للنمو والقيادة ومواصلة التعلم.” بخلاف ذلك، حذر جوش مبتسماً: “ستكون هناك تحديات – أيام طويلة وتيارات غير متوقعة وطلاب لديهم صعوبات – لكن هذه هي اللحظات التي تشكل شخصيتك. أحط نفسك بالأشخاص الذين يدعمونك ويتحدونك.”
كانت نصيحة جوش للغواصين المستقبليين هي: “ابقَ متواضعًا. والأهم من ذلك، لا تفقد أبدًا متعة الغوص التي قادتك إليها في المقام الأول”.
حيث لا يزال المحيط يبدو جامحاً
لم نستطع أن نترك جوش يغادر دون أن نسأله عن الغوص في موزمبيق. قال: “موزمبيق هي واحدة من تلك الأماكن النادرة التي لا يزال فيها المحيط يبدو جامحًا وبكر. الشعاب المرجانية مزدهرة والحياة البحرية متنوعة بشكل لا يصدق، ولا يمكنك أن تعرف تمامًا ما ستراه في الغوص – من أسراب أسماك الشعاب المرجانية إلى السلاحف وأسماك الراي وحتى أسماك القرش. لكن ما يجعل الغوص هنا مميزًا حقًا هو أن الغوص هنا لا يزال خامًا وحقيقيًا. إنه ليس تجاريًا أو مزدحمًا بشكل مفرط – بل يبدو أصيلًا.”
لكن جوش يقول إن الأمر لا يتعلق فقط بالحياة تحت الماء، “هناك أيضاً شيء جميل في إيقاع الحياة هنا. فالثقافة، والساحل، والناس – كل شيء يمتزج في إيقاع يدعوك إلى الإبطاء والتواصل مع العالم الطبيعي.”
بالإضافة إلى ذلك، أراد جوش أن يسلط الضوء على الغوص الخالي من الطُعم لأسماك القرش الذي يجعل المنطقة مميزة للغاية. ومضى يقول: “جنوب موزمبيق هي أحد الأماكن القليلة التي يمكن فيها الغوص بدون طُعم لأسماك القرش وهو أمر أخلاقي. هذا النوع من التجربة نادر الحدوث، وهو ما يبقيني هنا.”
ولمن يفكر في موزمبيق كوجهة لتعلم الغوص أو الحصول على مزيد من شهادات التأهيل، سارع جوش إلى توضيح الأمر قائلاً: “لا شك أن موزمبيق مكان استثنائي للحصول على شهادة غوص مهما كان مستواه. تنوعها البحري مذهل، حيث سيتعرف الطلاب على كل شيء بدءًا من الحياة البحرية النابضة بالحياة وصولًا إلى الحيوانات الضخمة المثيرة للإعجاب، مما يوفر تجربة تعليمية غنية في كل غوصة.”
بعد أن ذكر جوش الظروف التي ستساعد على بناء ثقة الغواصين بأنفسهم، سلط جوش الضوء على ما تُقدّمه المنطقة: “بالإضافة إلى جمالها الطبيعي تفخر موزمبيق بالعديد من مراكز الغوص عالية الكفاءة، بما في ذلك مراكز غوص إعداد مدربين خمس نجوم Five Star IDC ومراكز بيئية، مما يضمن تدريبًا احترافيًا عالي الجودة. إلى جانب ثقافتها المحلية الدافئة وتركيزها القوي على الحفاظ على البيئة، فهي مكان ملهم حقًا للنمو كغواص ومحترف.”
هل أنت متحمس لمواصلة رحلتك لغوص السكوبا؟
إن رحلة جوش دليل على أنه مع الشغف والعزيمة والإصرار الصحيحين، فإن أحلام مثل أن تصبح PADI أو حتى مدير دورة Course Director، هو شيء يمكن تحقيقه. إذا كانت قصته قد ألهمتك لاتخاذ الخطوة التالية، فليس هناك وقت أفضل من الآن للبدء. سواء كنت مستعدًا لتصبح محترفًا أو تتطلع إلى المضي قدمًا في مسيرة غوصك أو ترغب في اكتشاف أفضل تجارب الغوص في موزمبيق، فإن المحيط في انتظارك.